النزاعات.. والنجاحات .. بقلم:عبدالمحسن سلامة
من تابع أحداث مؤتمر القمة العربية ــ الأوروبية الأولى فى شرم الشيخ, على مدى اليومين الماضيين, يتأكد من عودة الحيوية والتألق مرة أخرى إلى مصر, وعودتها إلى ريادتها عربيا وإفريقيا وعالميا.
لن يأتى كل هؤلاء الزعماء دفعة واحدة إلى مصر - حتى لو كان السبب حضور مؤتمر- إلا إذا كان هناك احترام وتقدير للدور المصرى ومكانته, ولمن يشكك فى ذلك أقول له ماذا لو أن هذا المؤتمر فى دولة ما تعانى عدم الاستقرار أو الفوضى أو الانهيار الاقتصادى؟.. وهل كان كل هؤلاء الزعماء من أوروبا والدول العربية سيحضرون المؤتمر؟!..
الإجابة المؤكدة بالنفى طبعًا, وربما كان المؤتمر سيتم تأجيله, وفى حال عقده - وفى أحسن الأحوال - لن يتعدى التمثيل والحضور مستوى السفراء أو وزراء الخارجية. تلك هى الرسالة التى يجب أن يعيها الجميع بعد أن استعادت مصر قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية, وانعكس ذلك على مكانتها الإقليمية والدولية, ليتدفق معظم زعماء وقادة أوروبا والعالم العربى إلى شرم الشيخ لحضور المؤتمر والمشاركة فيه, والإشادة بما تحقق فى مصر خلال السنوات الماضية.
على سبيل المثال لم أكن أتوقع حضور تريزا ماى, رئيسة وزراء بريطانيا, لوجود مشكلات ضخمة هناك تواجه الحكومة بسبب خطوات خروجها من الاتحاد الأوروبى, وكانت مفاجأة بالنسبة لى, ولكثير من المراقبين, حضورها والمشاركة بفاعلية فى المؤتمر, بل استغلال المؤتمر للتباحث مع القادة الأوروبيين حول سبل حل تلك الأزمة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى طرح فى كلمته الافتتاحية أجندة متكاملة للعلاقات العربية- الأوروبية وأهميتها, أملًا فى الوصول إلى رؤية مشتركة للجانبين فى التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة؛ بدءًا من الإرهاب ومخاطره وانتهاء بالقضية الفلسطينية - قضية العرب الأولى والمركزية - لتتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة للنزاعات إلى منطقة للنجاحات.
نجاح القمة العربية- الأوروبية فى شرم الشيخ يؤكد خروج مصر من دائرة النزاعات إلى دائرة النجاحات وهو نجاح لكل مواطن مصرى على أرض مصر.